السرقة لغة: هي اخذ الشيء من الغير خفية ومنها استرق السمع أي سمع مستخفياً ويقال هو بسارق النظر اليه اذا انتظر غفلة لينظر اليه
والسرقة في المفهوم الاجتماعي: سلوك اناني غير منضبط يفتقد للايثار الاجتماعي، يحصل به الفرد على ما ليس من حقه
وتعريف السرقة في القانوني العراقي : هو اختلاس مال منقول مملوك لغير الجاني عمداً .
وتذهب الباحثة مابل اليوت (M. Elliott) في كتابها (الجريمة في المجتمع الحديث) الى تعريف السرقة بانها سلوك يعبر عن المصالح الشخصية لاشخاص يبحثون عن اشباع حاجاتهم ورغباتهم الخاصة فقط والسرقة خطر ضد قيم الامانة وحرمة الممتلكات الخاصة للافراد. وعموما فان السرقة لون من الوان الانحراف الاجتماعي الخطر الذي اتخذ من الملكية هدفا له، وانها تشمل على انواع متعددة من السلوك المنحرف الذي يختلف في درجة خطورته ومدى ما يسببه من اضرار تبعا لدوافعه واهدافه واساليب تنفيذه، وانماط السرقة هي:
1- السرقة البسيطة: هذا النوع من السرقات لا يقترن بظروف مشددة، ويكون اسلوب ارتكبها اعتياديا لا يتخطى فيه السارق الحواجز، كسرقة البضائع المعروضة في المتاجر وسرقة ادوات السيارات المودعة في الاماكن والساحات المكشوفة، والنشل يعد من السرقات البسيطة وهو يعني استخراج المال موضوع السرقة من ملابس المجني عليه في غفلة منه، سواء أكان من الجيوب ام من أي موضع اخر يودع المال فيه كسرقة ساعة او سوار من المعصم وكثيرا ما يستعين النشال ببعض الحركات او يفتعل المواقف لا شغال ضحيته.
ويتطلب النشل نوعا من المهارة وخفة اليد وقد يستعين النشال بالمشارط والامواس، وتنفذ هذه الجريمة عادة في المناطق المزدحمة التي تسمح بتماس الناس كدور السينما وحافلات النقل العام والاسواق وغيرها.
2- السطو: هذا النمط من السرقة يتم بأسلوب مخطط له مسبقا، وقد يشترك في التنفيذ اكثر من سارق يتبعون اسلوب الهجوم المنسق على الهدف، ويتم توزيع الادوار على الشركاء حسب مهارة الشخص كما في سرقة المساكن وسرقة المتاجر بعد اقفالها، حيث يعمد السراق الى كسر الاقفال او تسلق الجدران او اية وسيلة اخرى تسهل عليهم اختراق الهدف.
3-السلب: هو السرقة المقترنة بالاكراه وتمثل مجاهرة بالأجرام وفيها يعمد السارق الى مواجهة ضحيته وتحديها، وقد يقترن تنفيذها بالقتل وهو ما يدعونه فقهاء الشريعة (بالحرابة) وهي الخروج على المارة لا خذ المال على سبيل المغالبة والاستعانة بالسلاح وكثيرا ما ترتكب هذه الجرائم بعيدا عن العمران في الطرق العامة، فتعطل ارادة الضحية ولا يقوى على دفع الاذى عن نفسه او الاستعانة بالناس.
ويصف رج (Rich) سرقات الاحداث تبعا لظروفها واهدافها ودوافعها الى ما يأتي.:-
1- سرقات آنية – يرتكبها الحدث مع اقرانه بتأثير موقف معين وبدون تخطيط مسبق، كسرقة لعبة في دكان تركه صاحبه برهة دون اقفاله.
2- سرقات لاثبات الذات – هذا النوع من السرقات يرتكبها الحدث بمفرده لاثبات قوته او رجولته امام الآخرين ومنها سرقة السرقات.
3- سرقات رمزية – هذا النوع من السرقات غالبا ما تكون من الاهل، وذلك للتعويض عن حب مفقود او للتسلية والمتعة.
4- سرقات مخططة – هذا النوع من السرقات يحسب لها الحدث حساباته ويرتكبها بتخطيط مسبق وبقصد جنائي.
ومن المحاولات العديدة التي بذلت لتصنيف السراق، المحاولات التي اعتمدت على درجة الخطورة الاجتماعية، وربما كان اول تصنيف جدير بالاشارة اليه ذلك الذي وضعه فريجي (H.A. Fregier) وكان معيار التصنيف فيه هو درجة العنف المستخدم في ارتكاب السرقة، وقد فرق بمقتضاه بين ثلاثة انماط من السراق:
1- السارق العرضي – الذي يسرق بتأثير ظروف موقف معين يوجد في اطاره وبالصدفة.
2-السارق تحت وطأة حاجة ملحة كالجوع او المرض.
3- السارق المحترف الذي يتخذ من السرقة مهنة له، ويتميز بثقافة اجرامية ويتبع اساليب متخصصة في السرقة.
ويكاد هذا التصنيف الذي وضعه (فريجي) لا يختلف كثيرا عن التصنيف الذي وضعه (رج) الا انه وكما يبدو بان (فريجي) قد أكد على الابعاد الاجتماعية للسرقة فيما أكد (رج) على الدوافع التي تمثل الابعاد النفسية للمفهوم.
وان المشرع العراقي عالج موضوع السرقة من خلال المواد من (439-450) من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل وميز بين السرقات من حيث الجسامة والجرأة والتخطيط والتوقيت وتعدد الفاعلين ووضع عقابا محدد لكل حالة من اجل فرزنة الحالات وبالتالي وضع الحلول اللازمة لمعالجة هذه المشكلة.
لا تعليق